سورة آل عمران - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{فَنَادَتْهُ الملئكة} أي من جنسهم كقولهم: زيد يركب الخيل. فإن المنادي كان جبريل وحده. وقرأ حمزة والكسائي {فناداه} بالإِمالة والتذكير. {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي المحراب} أي قائماً في الصلاة، و{يصلي} صفة قائم أو خبر أو حال آخر أو حال من الضمير في قائم. {أَنَّ الله يُبَشّرُكَ بيحيى} أي بأن الله. وقرأ نافع وابن عامر بالكسر على إرادة القول، أو لأن النداء نوع منه. وقرأ حمزة والكسائي: {يبشرك}، و{يحيى} اسم أعجمي وإن جعل عربياً فمنع صرفه للتعريف ووزن الفعل. {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله} أي بعيسى عليه السلام، سمي بذلك لأنه وجد بأمره تعالى دون أب فشابه البدعيات التي هي عالم الأمر، أو بكتاب الله، سمي كلمة كما قيل كلمة الحويدرة لقصيدته. {وَسَيّدًا} يسود قومه ويفوقهم وكان فائقاً للناس كلهم في أنه مَا هَمَّ بمعصية قط. {وَحَصُورًا} مبالغاً في حبس النفس عن الشهوات والملاهي. روي أنه مر في صباه بصبيان فدعوه إلى اللعب فقال ما للعب خلقت. {وَنَبِيّاً مّنَ الصالحين} ناشئاً منهم أو كائناً من عداد من لم يأت كبيرة ولا صغيرة.


{قَالَ رَبّ أنى يَكُونُ لِي غلام} استبعاداً من حيث العادة، أو استعظاماً أو تعجيباً أو استفهاماً عن كيفية حدوثه. {وَقَدْ بَلَغَنِي الكبر} أدركني كبر السن وأثر في. وكان له تسع وتسعون ولامرأته ثمان وتسعون سنة. {وامرأتي عَاقِرٌ} لا تلد، من العقر وهو القطع لأنها ذات عقر من الأولاد. {قَالَ كذلك الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء} أي يفعل ما يشاء من العجائب مثل ذلك الفعل، وهو إنشاء الولد من شيخ فان وعجوز عاقر، أو كما أنت عليه وزوجك من الكبر والعقر يفعل ما يشاء من خلق الولد أو كذلك الله مبتدأ وخبر أي الله على مثل هذه الصفة، ويفعل ما يشاء بيان له أو كذلك خبر مبتدأ محذوف أي الأمر كذلك، والله يفعل ما يشاء بيان له.


{قَالَ رَبِّ اجعل لِّي ءايَةً} علامة أعرف بها الحبل لاستقبله بالبشاشة والشكر وتزيح مشقة الانتظار. {قَالَ آيَتُكَ أَن لا تُكَلِّمَ الناس ثلاثة أَيَّامٍ} أي لا تقدر على تكليم الناس ثلاثاً، وإنما حبس لسانه عن مكالمتهم خاصة ليخلص المدة لذكر الله تعالى وشكره، قضاء لحق النعمة وكأنه قال آيتك أن يحبس لسانك إلا عن الشكر وأحسن الجواب ما اشتق من السؤال. {إِلاَّ رَمْزًا} إشارة بنحو يد أو رأس، وأصله التحرك ومنه الراموز للبحر والاستثناء منقطع وقيل متصل والمراد بالكلام ما دل على الضمير. وقرئ: {رَمْزًا} بفتحتين كخدم جمع رامز ورمزاً كرسل جمع رموز على أنه حال منه ومن الناس بمعنى مترامزين كقوله:
مَتَى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرْجِف *** رَوَانِفُ أَليتَيْكَ وَتُسْتَطَارَا
{واذكر رَّبَّكَ كَثِيرًا} في أيام الحبسة، وهو مؤكد لما قبله مبين للغرض منه، وتقييد الأمر بالكثرة يدل على أنه لا يفيد التكرار. {وَسَبّحْ بالعشي} من الزوال إلى الغروب. وقيل من العصر أو الغروب إلى ذهاب صدر الليل. {والإبكار} من طلوع الفجر إلى الضحى. وقرئ بفتح الهمزة جمع بكر كسحر وأسحار.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10