{فَنَادَتْهُ الملئكة} أي من جنسهم كقولهم: زيد يركب الخيل. فإن المنادي كان جبريل وحده. وقرأ حمزة والكسائي {فناداه} بالإِمالة والتذكير. {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي المحراب} أي قائماً في الصلاة، و{يصلي} صفة قائم أو خبر أو حال آخر أو حال من الضمير في قائم. {أَنَّ الله يُبَشّرُكَ بيحيى} أي بأن الله. وقرأ نافع وابن عامر بالكسر على إرادة القول، أو لأن النداء نوع منه. وقرأ حمزة والكسائي: {يبشرك}، و{يحيى} اسم أعجمي وإن جعل عربياً فمنع صرفه للتعريف ووزن الفعل. {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ الله} أي بعيسى عليه السلام، سمي بذلك لأنه وجد بأمره تعالى دون أب فشابه البدعيات التي هي عالم الأمر، أو بكتاب الله، سمي كلمة كما قيل كلمة الحويدرة لقصيدته. {وَسَيّدًا} يسود قومه ويفوقهم وكان فائقاً للناس كلهم في أنه مَا هَمَّ بمعصية قط. {وَحَصُورًا} مبالغاً في حبس النفس عن الشهوات والملاهي. روي أنه مر في صباه بصبيان فدعوه إلى اللعب فقال ما للعب خلقت. {وَنَبِيّاً مّنَ الصالحين} ناشئاً منهم أو كائناً من عداد من لم يأت كبيرة ولا صغيرة.